فِي أعقابِ تعزيزِ ورقة الاستقرار، حظوظ المغرب فِي إغراء شركات التنقيب عن البترُول، وسطَ سياقٍ إقليميٍّ موْسُومٍ بِالاضطراب. يتواصلُ البحث في عرض المحيط الأطلسي، عن الذهب الأسود، بوتيرة متسارعة، قيَاسًا بما ظلَّ عليه حالُ التنقيب خلال العشريَّة الماضيَة، في سواحل المملكة.
ووفقًا لما ذكرتهُ مصادر إعلامية متطابقة، فإنَّ عددًا من شركات التنقيب عن البترُول، التِي حازتْ حقوق التنقيب بعرض السواحل المغربيَّة، بموجب اتفاقيات تم توقيعها مع المملكة، خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، كثَّفتْ بحثها عن البترول، في مياه الأطلسي، بالمغرب، الذِي يفتقرُ إلى الثروة البتروليَّة، بخلافِ بلدين جارين، هما؛ الجزائر وليبيا، العضوين بمنظمة أوبك.
ويقولُ المدير العام لشركة " de Pura Vida Energy" في أستراليَا، ديمون نيفس، إنَّ عشر آبار للتنقيب عن البترول سيتمُّ حفرها مستقبلًا، في عرض السواحل المغربية، في فترة تتراوحُ بينَ 12 وَ18 شهْرًا، فيما لمْ تكن جهود التنقيب عن البترول بالمغرب، قدْ أسفرتْ في الماضي، سوى عن حفرِ تسعة آبار، منذُ عام 1990، حسبَ بعض التقديرات.
"كلفة الاستثمار تتراوحُ ما بين 500 مليُون دولار ومليار دولار، وهُوَ مؤشرٌ كبير على وجود ثقة في إمكانيات المغرب" يقولُ نيفيس، مضيفًا أنَّ السواحل المغربيَّة منطقة بتروليَّة، لكنها غير مستكشفة قياسًا بباقِي المناطق من العالم.
فضلاً عن ذلك، كانتْ "BP" البترُوليَّة، آخر الشركات الملتحقة بالمغرب، عبر إعلانها اتفاقًا مع شركة "Kosmos Energy"، وذلكَ للدخول معها شريكة في ثلاثة مواقع، يرتقبُ أنْ يتمَّ البدءُ فِي حفرها بداية السنة القادمَة. فيما كانتْ "Cairn Energy"، قد أعلنتْ، الخمِيس، المَاضِي، الشروعَ عمَّا قريب، فِي حفر آبارٍ للتنقيب عن النفط، في سواحل المغرب.
وَكانتْ "شيفرُون" بدورها، وهيَ شركةٌ أمريكيَّة للتنقيب عن النفط، قدْ ذكرت، فِي يناير المنصرم، أنَّها استلمتْ 3 مواقع بحريَّة، للتنقيب عن النفط في المغرب.
إلى ذلك، كانتْ شركاتٌ بتروليَّة قدْ غَادرت ليبيا، في الآونة الأخيرة، بسبب النتائج المخيبة لأعمال التنقيب التي باشرتها، والاضطرابات التِي تعوقُ التموين، كما فِي الجزائر، التِي تعانِي هشاشة أمنية، تصاعدت حدتها منذُ الهجوم على مصنعٍ للغاز، خلَّفَ مصرع 40 عاملًا. مما لمْ تعد معه الجزائر وليبيا تجذبَان شركات التنقيب عن النفط، قياسًا بما كانَ عليه الحال في الماضي، منذُ خمس سنوات، حسب ما يخلصُ إليه رصدُ جيوف بورتر، مؤسس مكتبِ الاستشارات " North Africa Risk Consulting".